صورة للتوضيح فقط - تصوير: andreswd - istock

أو الضغط على الأزرار التي تحتويها تلك الأجهزة الحديثة، فأغلب الأطفال الآن يمضون وقتهم في اللعب بهذه الألعاب الإلكترونية، التي انتشرت انتشاراً سريعاً في السنوات الماضية، وأصبحت تشغل وقتاً كبيراً من الحياة اليومية للطفل.
الدكتورة هبة عطية، خبيرة ومستشارة سعودية في تخصص أمراض التخاطب، وإعاقات النمو عند الأطفال، والمؤسس والمدير التنفيذي لشركة «جيمت»؛ تحدثت لنا عن أهمية الألعاب الإلكترونية في تنمية العملية التعليمية للطفل.

الحد من الاستخدام السيئ
لم تَعُد أساليب التعليم التقليدية كافية لجذب انتباه الطفل وفضوله للتعلُّم، كما تقول د. هبة، الحاصلة على جائزة «ليب» العالمية 2022 بوصفها أفضل ناشئة أعمال مبدعة تؤسسها امرأة في العمل الإنساني؛ فأصبح من الضروري إدخال تطبيقات التكنولوجيا في التعليم. تتابع قائلة: «هنا بدأت فكرة دمج الألعاب الإلكترونية في العملية التعليمية، بعدما غزت الألعاب الرقمية عقول هذا الجيل؛ فهي تساعد في تطوير التعليم، وتحد من الاستخدام السيئ لهذه الأجهزة».
تعتبر د. هبة الألعاب الإلكترونية إحدى أهم الوسائل التعليمية الحديثة، والسبب في ذلك تميزها بعدد من المزايا وفقاً لعدة دراسات تناولت الألعاب الإلكترونية، ومن هذه المميزات، كما تقول د. هبة: إنها تُعد من أكثر الوسائل التعليمية تشويقاً وجذباً، وبها إمكانية استخدام مؤثرات سمعية وبصرية؛ فهي تثير أكثر من حاسة لدى الطفل، ما يجعل التعلم أكثر تأثيراً، كما تزيد حماس الطفل؛ لأنها تشبع الميل الفطري له في اللعب.

مميزات استخدام الألعاب الإلكترونية في التعليم
1- تزيد مستوى التركيز وتقوي ذاكرة الطالب.
2- تساعد على تركيز المعلومة وثباتها في ذهن الطالب؛ لما تمتاز به من شد انتباهه في أثناء استخدامها.
3- تحسِّن مهارات التفكير النقدي في أثناء التعليم، من خلال السماح للطالب بالتفكير خارج الصندوق في أثناء اتباعه للقواعد.
4- تُنَمِّي الاتساق الفكري والحركي «Visual Attention»؛ حيث تتطلب من اللاعب أن ينتبه على عدة مؤثرات في أماكن مختلفة من الشاشة والرد عليها بسرعة كبيرة.
5- تساعد على بناء ثقة الطالب بنفسه، ومساعدته على تنمية مهاراته.
6- تحفز الطالب على المشاركة، من هنا تمكن مراقبته ومعرفة مستواه، ونقاط القوة والضعف لديه.

تطبيق دمج الألعاب الإلكترونية في العملية التعليمية
يشهد التعليم السعودي طفرةً نوعية على مستوى تطوير آليات التدريس ورقمنتها، ومواكبة التقنيات الحديثة. كما أكدت الوزارة أن التحوُّل الرقمي يرمي إلى تغيير النمط التقليدي للتعليم، وإيجاد بيئة تضمن التفاعل الإيجابي بين المدرسين والطلبة، وتوجيه الأطفال إلى الاستخدام الأفضل لمنتجات التكنولوجيا. تتابع د. هبة: «من هنا بدأت فكرة GameIT لتعليم الأطفال، خصوصاً الذين يعانون من تشتت الانتباه، كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحفيز المهارات المعرفية والذهنية والاجتماعية والسلوكية لديهم».
مع الوقت تم تحويل الفكرة إلى ابتكار مزج التخصص العلمي بتكنولوجيا الألعاب الإلكترونية المرحة وأدوات الذكاء الاصطناعي. وتم تقديم ألعاب تخاطب عقلية الجيل الجديد الذي بدأ يجد صعوبة في تقبل الأدوات التعليمية التقليدية القديمة.
تستدرك د. هبة: «خاصة من يعانون من تحديات في عملية التعلم والألعاب تحفز قدراتهم الذهنية مثل: الانتباه، والذاكرة، والفهم والإدراك لاستيعاب عملية التعلم بشكل أفضل، وذلك من خلال نظام ألعاب مبتكر يحول مفهوم التأهيل إلى إثارة ومرح لتخاطب لغة الطفل ليتعلم المهارات العقلية التي يحتاج إليها، كما يتم تحليل البيانات في المنصه من خلال الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لعكس أداء الطفل من المهارات التي يتدرب عليها من خلال اللعبة، ومن ثَم تقديم المستويات التي تتناسب مع قدرات الطفل و أهدافه التعليمية. كل ذلك بمشاركة الأهل والمدرسة في عملية التعلم وتوفير التشجيع للطفل بشكل مستمر».

[email protected]استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ